منذ أن عرف الناس في مختلف أنحاء العالم شبكة الانترنت والخدمات التي تقدمها بغثها وسمينها وهم يتساءلون عن الأخطار التي تتضمنها تلك الشبكة الجديدة خاصة وأنها قد تطورت بحيث أصبح في مقدور الجميع التعامل معها, كما أن تنوع الخدمات المقدمة من خلالها خاصة في برامج الحوارات والدردشة وتبادل الملفات والرسائل الالكترونية البريدية وغيرها من الخدمات الإخبارية والتعليمية والتثقيفية قد ساهم في تعزيز تلك المخاوف,ويضع الكثير من أولياء أمور الأطفال أيديهم على قلوبهم عند تصفحهم للشبكة مع أطفالهم أو عند قيام أبنائهم بشكل مستقل بتصفح الشبكة وما يمكن أن يصادفوه من مواقع إباحية وغير أخلاقية قبيحة إضافة إلى ما تحفل به تلك الشبكة من مواقع فكرية وعقائدية واجتماعية تمثل خطورة على الأطفال والشباب المراهق من الجنسين, وقد اجتهد الكثيرون من الباحثين والمتخصصين في شئون الشبكة للوصول إلى طرق وخطوات مقبولة لمراقبة تعامل الأطفال والمراهقين مع تلك الشبكة وما تحمله في مساربها وطرقها المتشعبة من مواقع خطرة أو غير مقبولة
وأوضحت مجموعة من المواقع المتخصصة في الحماية خاصة في حماية الأطفال من الشبكة أن هناك عشر طرق يمكن من خلالها تقليل الحد الأدنى من أضرار التعامل مع الانترنت, إذ يبدو أن ترك الأطفال والمراهقين خاصة من ذوي الأعمار الصغيرة يمارسون العمل بحرية في الانترنت هو أكثر مايقلق الآباء والأمهات خوفا على أبنائهم أثناء تجوالهم في الشبكة وقد عملت (الجزيرة) جاهدة للبحث عن تلك الطرق الخاصة في الشبكة وجمعت بعض المعلومات والآراء التي يمكن أن تساعد أولياء الأمور في مواجهة تلك الأخطار, وهي كما يلي:
لامعلومات شخصية على الشبكة
يجب على أولياء الأمور إبلاغ الأطفال والمراهقين بأهمية عدم إرسال أو تبادل أية معلومات شخصية مثل الاسم ومكان الإقامة ورقم الهاتف أو حتى رقم البطاقة الشخصية أو أرقام الحسابات البنكية وبطاقات الائتمان إضافة إلى عدم إفشاء البريد الالكتروني وكلمات السر للدخول على الشبكة التي يمكن لبعض المخربين الاستفادة منها, كما ينبغي عدم ترك أية صور شخصية على أجهزة الكومبيوتر المستخدمة في الاتصال بالشبكة وذلك لسهولة اختراقها والاستيلاء على بعض الملفات المهمة منها, إذ يمكن ببساطة استغلال تلك الصور وترويجها على الشبكة بعد إدخال التعديلات عليها بهدف تشويه سمعة أصحابها أو وضعهم في هيئة غير أخلاقية من خلال برامج معالجة الصور, وكان بعض ضحايا الانترنت الذين قد تعرضوا لعمليات سطو على محتويات أجهزتهم قد تم تداول صوره على نطاق واسع وتم تحوير بعض تلك الصور وتركيبها على هيئات فاضحة أو مشوهة بهدف إيذاء أصحابها الأصليين أو تبادلها في منظمات أو مواقع مشبوهة.
منع مقابلة أصدقاء الشبكة:
ينبغي عدم السماح للأطفال أو المراهقين بمقابلة من تعرفوا عليهم من خلال الشبكة لوحدهم وعدم السماح لهم بالثقة بمن يتعاملون معهم من خلال الشبكة, وربما يعزى ذلك إلى أن الكثيرين ممن يرتادون الشبكة خاصة في غرف الدردشة يطلقون على أنفسهم أسماء وهمية وبعضها قد يكون جذابا بهدف جذب اكبر المستخدمين أو المتحدثين في الغرفة لهم, خاصة وان بعض الحوادث التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية قد أشارت إلى أن بعض مرتكبيها هم ممن تعرف عليهم بعض الأطفال والمراهقين من خلال الشبكة وكانوا أصحاب سلوك إجرامي أو مشبوه, وفي هذه النقطة بالذات يجب على أولياء أمور الأطفال والمراهقين تحذيرهم من مقابلة من تعرفوا عليهم من خلال الشبكة.
متابعة التهديدات:
يجب على أولياء الأمور إحاطة الأطفال والمراهقين بإبلاغ أبائهم بأية تهديدات أو إزعاج يأتيهم عن طريق الانترنت سواء في المحادثات أو عبر البريد الالكتروني, ولعل ما يبرر ذلك هو تقبل الكثير منهم لمبدأ التعرف على كل من يراسلونهم بهدف التعارف ويمكن أن يتعرضوا خاصة في غرف الدردشة أو برامج الارتباط اللحظي على الانترنت مثل برامج mirc و icq من رسائل بذيئة وغير مؤدبة, ومن الواجب على الآباء حماية البرامج التي يستخدمها الأطفال من خلال وضع برامج للحماية تمنع كشف رقم المستخدم ال ip او بريده الالكتروني لمنع وصول الملفات المشبوهة والتي قد تحتوي على فيروسات مضرة أو ملفات لمشاهد فاضحة.
مراقبة سلوك الأطفال :
على أولياء الأمور مراقبة الأطفال وسلوكهم عند استخدام الانترنت وذلك بهدف منعهم من الدخول إلى مواقع إباحية أو خطرة ومشبوهة وعدم تركهم يتصفحون الانترنت لوحدهم أو وضع جهاز الكمبيوتر في مكان مكشوف يمكن من خلاله مراقبة الأطفال والمراهقين ومتابعة المواقع التي يتصفحونها مع تركهم ينعمون بحرية محدودة في التصفح ولكن عن طريق المتابعة عن بعد.
الحفاظ على كلمات السر
عدم منح الأطفال كلمة السر الخاصة بالانترنت: وذلك بهدف منعهم من',استخدام الشبكة في أوقات لا يمكن للأسر متابعتهم ومنعهم من استخدام الشبكة في أوقات غير مناسبة تتيح لهم الهروب من رقابة ومتابعة سلوك أبنائهم على الشبكة, إضافة إلى عدم إمكانية سرقتها من خلال من يتعاملون معه في الشبكة وذلك لان الأطفال بطبعهم يميلون إلى البساطة وعدم الحرص ويمكن أن يقوموا بإفشاء تلك الكلمات السرية لتقع في أيدي من يبحث عنها
المشاركة في العمل
يفضل أن يشارك الوالدان أو احدهما أطفاله في العمل على الشبكة وذلك بهدف تعليمهم على الاستخدام الأمثل لها من جهة ومتابعتهم من جهة أخرى ومعالجة أية مشاكل قد يصادفونها أثناء التجوال في الشبكة.
برامج المرشحات:
استخدام بعض البرامج المساعدة في ترشيح المواقع أو ال proxy خاصة في البيئات التي تتيح الدخول على المواقع من غير مراقبة وتشفير للمواقع والتي يمكن من خلالها حظر الدخول على مواقع معينة تبدأ بكلمات معينة مثل الجنس أو المخدرات أو الإرهاب أو المنظمات وغيرها من الكلمات المفتاحية التي يقوم البرنامج بمنع الدخول إليها عند طلب التوجه إليها من خلال المتصفح,وهناك الكثير من البرامج الفعالة في هذا الغرض ومن بينها برنامج سيبير باترول وسورفواتش وهناك اكثر من 11 برنامجاً يمكن الحصول عليها سواء عن طريق الشراء أو تنزيله عبر الشبكة لمنع الدخول على المواقع غير المرغوبة.
متابعة وتدقيق رسائل البريد الإلكتروني
يمكن للكثيرين من خلال خدمات الاتصال اللحظية والبريد الالكتروني ارسال بعض الشفرات او الرسائل التي تحتوي رموزاً معينة قد تعني في الكثير من الأحيان كلمات بذيئة او طلب مقابلة في موقع معين او حتى طلب المقابلة في مكان ما, وهنا يجب على الاسر متابعة رسائل البريد الالكتروني باستمرار وعدم ترك الحرية للاطفال من قراءة البريد لوحدهم.
منع المجموعات
يجب منع الاطفال من المشاركة في المجموعات: وذلك على سبيل المثال مجموعات الاخبار او المجموعات المتنوعة التي تحتوي على الكثير من الافكار التي لاينبغي عليهم الاطلاع عليها لانها قد تتسبب في تشويش افكار الاطفال وتعويدهم على افكار قد تكون غير مقبولة من بعض الاسر.
لا للكميرات
عدم السماح للاطفال باستخدام وسائل اتصال مساعدة في
الانترنت: وذلك على سبيل المثال كميرات الانتر نت التي يمكن من خلالها مشاهدة الطرف الآخر المتصل خاصة عندما يكون الطرف الاخر من البالغين الذين يمكن ان يقوموا باعمال غير اخلاقية ستؤثر على عقلية الاطفال وتساعد الطرف الاخر على مشاهدتهم والتعرف عليهم, كما ان بعض المواقع الخاصة باستخدام تلك الكميرات الرقمية تتيح عرض بعض المشاهد الفاضحة من بعض المستخدمين البالغين, ولذايجب على اولياء الامور عدم ترك الاطفال والمراهقين علىحد سواء باستخدام تلك الوسائل لوحدهم.
وقبل ان ننتهي من هذا التقرير فلابد من الاشارة الى ان الكثير من الاسر واولياء الامور قد يعرفون اهمية تلك النصائح السابقة ولكن يبقى المهم هو المتابعة المستمرة للابناء سواء اكانوا اطفالا اومراهقين كما يجب التأكيد على انه على الرغم من وجود اخطار محدقة بمن يستخدم الشبكة فانها بلا شك تحفل بالكثير من الخدمات والمعلومات التي تساهم في تعزيز مدارك الأطفال والمراهقين والكبار على حد سواء.
و شكر